رسالتان إلى الشيخ محمد الخضر حسين

الرسالة الأولى (?)

إلى العلامة النحرير صديقي السيد منشئ مجلة "السعادة العظمى"، أيده الله تعالى، سلامٌ وتحية وإجلال كما يليق بذي قلم سعى بصريره في تقويم الأمة وتأييد شرعة الحق، وأطلع لأهل لغتنا العربية شمسًا طالما حجبها دونهم سحابٌ مركوم، وأعقب نهارها ليلٌ عطل سماءه أفول البدر وإدبار النجوم، أما بعد

ما سكنت هواجسي، ولا اختلف إدراكي بأن كنهَ حياة الأمم ونفثة روح استفاقتها من سِنَة الجهالة وفساد الأخلاق ليس غيرَ بث الفضيلة وإيقاظ العيون (?) إلى الواجبات والحاجات الأولية، بعد حيرتها في ظلمات الشبهات التي غشيت أبصارَها، وخيلت لها جميعَ ما يحيط بمركزها مهاويَ تتوقع السقوطَ فيها إلى قعرها. فلا ريبة أنها أشرقت عليها أنوارُ التيقن، وأضاءت لها الأرجاء، فتقدمت نحو غايتها بخطًى واسعة، فما وصولها إليها بعدُ بعزيز.

أما إن ذهبتُ أفكر كيف يكون إيصالُ هذا المعنى إلى أمة كاملة، وأي لسان يُسمعها إن ناداها وهي تملأ من الكون فضاءً رحبًا، وتختلف في الشراب الخلاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015