الحمد لله المغني عن المحل والمخصص، الملهم لما ينجح من الأعمال ويخلص، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث بالدين البين الممحص، وعلى آله وأصحابه الذين أيدوه وذادوا من رام أن يغمص، ومن تبعهم فجعل من أثرهم يحثو ويقبص.
أما بعد، فإني جدُّ مبتهجٍ بأن أحيِّيَ جمعَكم الزاهر تحيةَ ممنونٍ على أن لبيتم الدعوة، وإني أقدر المعنى السامي الذي ينطوي عليه هذا الجمع الميمون، فإن اجتماعكم في هذا المعهد الجليل - وأنتم النخبةُ التي تتمثل فيها الأمة التونسية بمختلف نواحيها الاجتماعية المتوزعة العناصر - لبرهانٌ ساطع على ما استقر لهذا المعهد في نفوس الأمة قاطبة من منزلة الرِّفعة والإجلال، وعلى أن نسبةَ الأمة منه نسبةٌ واحدة لا يُعتبر فيها فرقٌ بين من أقامه الواجب الاجتماعي ضمن جدرانه وبين