الحارث فوهبهم له. وقد أطلق النعمان بن جبلة الكلبي سبيَ بني مرة قوم النابغة وفيهم عقرب ابنة النابغة، وسبي غطفان إكرامًا للنابغة؛ إذ كانت ابنته فيهم، ولم يكن النابغة حاضرًا". (ص 160 شرح أبي جعفر). وفي ذلك قال قصيدتَه التي أولها: "أهاجك من سعداك مغنى المعاهد".

وكان ملجأً لقومه وجيرتهم في مُهِمَّاتِ أمورهم وحروبهم.

دين النابغة:

توهَّم الراهبُ لويس شيخو اللبناني في كتابه الذي سماه "شعراء النصرانية" أن النابغةَ الذبياني كان نصرانيًّا، فعده في شعراء نجد والحجاز والعراق الذين كانوا يدينون بالنصرانية (?). وهو معذورٌ في وهمه هذا، غرته عبارةٌ وقعت في "تاج العروس"، فقال لويس شيخو: "وما لا ينكر أن شاعرَها (قبيلة ذبيان) النابغة الذبياني كان نصرانيًّا بشهادة تاج العروس (ص 337 جزء 1) نقلًا عن الصغاني (كذا، وليس في تاج العروس نقلُ ذلك عن الصغاني) والأصمعي قال في بيان معاني الصليب: والصليب العلم، قال النابغة:

ظَلَّتْ أَقَاطِيعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَةً ... لَدَى صَلِيبٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ

وقيل سَمَّى النابغةُ العلم صليبًا؛ لأنه كأنه على صليب، لأنه كان نصرانيا". (?)

وهذا الكلامُ الذي في "تاج العروس" وقع فيه اختصارٌ بإجحاف من صاحب "تاج العروس". وهذه عبارة الأصمعي بنصها من شرح أبي جعفر على ديوان النابغة (?): "قال الأصمعي: الزَّوراء هي الرُّصافة، وهي رصافة هشام وكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015