قال أبو عبيدة: "كان فحلان من الشعراء يُقويان: النابغة وبشر ابن أبي خازم"، وذكر قصة في إقواء النابغة (?). قال الأصمعي: "سمعت أبا عمرو يقول: ما كان ينبغي للنابغة إلا أن يكون زهير أجيرًا له". (?) وقد عُدَّتْ قصيدةٌ من شعره في عداد المعلقات، وهي التي أولها: "عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار" (?).
وسئل يونس (بن حبيب) عن أشعر الناس، فقال: "لا أرمي إلى رجلٍ بعينه، ولكني أقول: امرؤ القيس إذا ركب (أي ذكر الخيل)، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، والأعشى إذا طرب". (?) وقال أبو عبيدة: "طرفةُ أجودُهم شعرًا، وأجِدُه لا يلحق بالبحور، يعني امرؤ القيس وزهيرًا والنابغة". (?)
كان يضرب للنابغة قبةٌ من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. فأول من أنشده الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم غيرهما من الشعراء، ثم أنشدته خنساء بنت عمرو بن الشريد، فقال لها: "والله لولا أبا بصير - يعني الأعشى - أنشدني آنفًا لقلت: إنكِ أشعرُ الجن والإنس". (?)
كان النابغة منقطِعًا إلى ملوك الحيرة: النعمان بن المنذر، وأخيه، وأبيه، وجده، وكانوا يعطونه الذهبَ والفضة وعصافيرَ الإبل (?). وكان كبيرًا عند النعمان بن