نقده للشعر والشعراء:

تكلم بشار في نقد الشعر كلامَ مَنْ يُعَدّ من أئمة النقد والبلاغة، ولا يقتصر على قول الشعر بالسجية. ذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي العتاهية أن المهديّ جلس للشعراء، وفيهم بشارٌ وأشْجَع وأبو العتاهية، فأنشد أبو العتاهية قصيدتَه التي أولها:

أَلَا مَا لِسَيِّدَتِي مَا لَهَا ... تُدِلُّ فَأَحْمِلُ إذْلَالَهَا

[وَإلَّا فَفِيمَ تَجَنَّتْ وَمَا ... جَنَيْتُ سَقَى الله أَطْلَالَها]

أَلَا إِنَّ جَارِيَةً لِلإمَا ... مِ قَدْ أسْكَنَ الحبُّ سِرْبالَها

فقال بشار لأشجع: "ما أدري من أي أمرَيْه أعجب! أمن ضعْف شعره، أم من تشبيبه بجارية الخليفة؟ "، حتى أتى أبو العتاهية على قوله:

أَتَتْهُ الخِلَافَةُ مُنْقادَةً ... إِلَيْهِ تُجَرِّرُ أَذْيَالَهَا

فَلَمْ تَكُ تَصْلُحُ إِلَّا لَهُ ... وَلَا يَكُ يَصْلُحُ إِلَّا لَهَا

قال بشار لأشجع: " [ويْحك أخا سليم: ] أترى الخليفةَ لم يَطِرْ فِراشُه طربًا لِمَا يأتي به هذا الكوفي! " (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015