وقال بشار:
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... لَمْ تُجْفَ طُولًا وَلَا أَزْرَى بِهَا القِصَرُ (?)
أخذه من قول كعب بن زهير:
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... لَا يُشتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ (?)
وفي محاضرات الراغب الأصفهاني: "قال أبو عمرو بن العلاء: شعر بشار سُباطَةُ الملوك فيها قطعةُ ذهب وما شئت من رماد، والسباطة الكُسَاحَة". (?) وأبو عمرو بن العلاء ممن يشهدون لبشار كما تقدم، فتعين أن مرادَه بهذا الكلام إنما ينظر إلى ما في كلامه من المفاحشات لا إلى صناعة شعره.
وأما سرقةُ بيت أو أبيات باللفظ ووضعها في شعره، ففي الأغاني: "أخبرني يحيى بن علي قال: حدثني أبي قال: كان إسحاقُ الموصليُّ يَطعَنُ على شعر بشار، ويضع منه، ويذكر أن كلامَه مختلفٌ لا يُشبه بعضُه بعضًا، فقلنا: أتقول هذا القولَ لمن يقول:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا ... صَدِيقَكَ لَمْ تَلْقَ الَّذِي لَا تُعَاتبُهْ