يكون المصراع الأول على وزن الثاني عَروضًا وضرْبًا، ولكنه عمّم ذلك في جميع القصيدة. وقد تكرر ذلك منه في قصائده التي من بحر المنسرح، كقوله:

لَا فَجْعَ إِلَّا كَمَا فُجِعْتُ بِهِ ... مِنْ فَارِسٍ كَانَ دُونَنا حَدِبَا (?)

وكذلك قصيدته التي أولها:

يَا مَالِكَ النَّاسِ فِي مَسِيرِهِمُ ... وَفِي المُقَامِ المُطِيرِ مِنْ رَهَبِهْ (?)

فهي من بحر المُجْتَثّ، وقد استعمله تامًّا كما رسمه الخليل في الدائرة الرابعة: مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن مرتين، غير أنه لم يُسمع عن العرب تامًّا، وإنما سمع مَجْزُوًّا: مستفعلن فاعلاتن مرتين، وشذ استعماله عند المولدين تامًّا، ومن ذلك قولُ بعضهم:

يَا ذَا الَّذِي فِي الحُبِّ يَلْحَى مُسْتَهَامَا ... لَا تَلْحَنِي إِنَّ مِثْلِي لَنْ يُلَامَا (?)

والتزم بشار في قصيدته هذه زِحَافَين ليخفّفَ ثقلَ الميزان، وهما زِحاف الكفّ في فاعلاتن الأول فصيّره [فاعلاتُ، والقبض في فاعلاتن الثاني فصيّره] (?) فاعلتن، ولقد أجمل فيما صنع.

وقد ذكر أبو هلال العسكري في ديوان المعاني أن بشارًا فتح الدال الأولى من لفظ صِنْدَد ورِمْدَد وهما مكسوران، إذ ليس في العربية فِعْلَل بفتح اللام إلا دِرْهم وهِجْرَع وهو الطويل الأحمق، وهِبْلَع وهو الكثير البَلع، وقِلْعَم وهو الكثير القَلع للأشياء. قال: وكان بنى قصيدته على فتح الرِّدْف ولم يلزمه ذلك وكابر على فتح صِنْدَد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015