التي تُلصق بالمتهمين أيامئذ غالبُها تهمةَ الزندقة واللمز باعتقاد الإلهين: إله الظلمة وإله النور.

وقد أُلصق ببشار القولُ بتفضيل النار على الطين؛ لأنها نورٌ والطين ظلمة، ثم القول بتفضيل إبليس على آدم؛ إذ إبليس مخلوق من نار وآدم من طين. وإليك شواهد ذلك: ذكر الشريف المرتضى في أماليه عن الصباح الكوفي، قال: "دخلت على بشار بالبصرة، فقال لي: يا أبا علي، أما إني قد أوجعتُ صاحبكم وبلغتُ منه - يعني حمّادًا - فقلت: بماذا يا أبا معاذ؟ فقال: بقولِي فيه:

يابْنَ نِهْيَا رَأْسٌ عَلَيّ ثقيلٌ ... واحْتِمَالُ الرَّأْسَيْنِ خَطْبٌ جَلِيلُ

فادْعُ غَيْرِي إلَى عِبَادَة رَبَّيْـ ... ـنِ فَإِنِّي بِوَاحِدٍ مَشْغُولُ

فقلت: لمِ أَدَعُهُ في عماه؟ ثم قلت له: قد بلغ حمادًا هذا الشعرُ، وهو يَرويه على خلاف هذا، قال: فما يقول؟ قلت: يقول:

فَادْعُ غَيْرِي إلَى عِبَادَة ربَّيْـ ... ـنِ فَإنِّي عن وَاحِدٍ مَشْغُولُ

قال: فلما سمعه أطْرَقَ، وقال: أحسنَ والله ابنُ الفاعلة! " (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015