يجتمعون في منزل الأزدي ويختصمون عنده. فأما عمرو وواصل فصارا إلى الاعتزال، وأما عبد الكريم وصالح فصحَّحا التوبة، وأما بشار فبقي متحيِّرًا مُخلِّطًا، وأما الأزدي فمال إلى قول السُّمَنِيَّة". (?)
واتفق الرواةُ على أن بشارًا كان يختلط بمن اشتهر بالخوض في العقائد، فقد حكى الشريف المرتضى في أماليه قال: "قال [عمرو بن بحر] الجاحظ: كان مُنقذ بن [عبد الرحمن بن] زياد الهلالي، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد (الحارثي)، وحفص بن أبي وَدّة، وقاسم بن زُنْقُطة، وابن المقفّع، ويونس بن أبي فروة، وحماد عَجْرَد، وعلي بن الخليل (الشاعر)، وحماد [بن أبي ليلَى] الراوية، وحماد بن الزِّبْرِقَان (?)، ووالبَةُ بن الحباب، وعمارة بن حمزة بن ميمون (الهاشمي)، ويزيد بن الفيض، وجميل بن محفوظ [المهلبي]، وبشار بن برد [المرعَّث]، وأبانُ (بنُ عبد الحميد) اللَّاحِقي، يجتمعون على الشراب وقول الشعر، ويهجو بعضهم بعضًا، وكلٌّ منهم متَّهَم في دينه". (?)
وفي كتاب "الحيوان" للجاحظ عدّ بعض هؤلاء، وزاد آخرين، ومنهم: يونس بن هارون وعُبادة، وعمارة بن حربية، وذكر أن يونس بن هارون كتب كتابًا في مثالب العرب وعيوب نسبها إلى الإسلام، كتبه لملك الروم، وأن بشارًا كان ينكر