إِلَى القَائِمِ المَهْدِيِّ أَعْمَلْتُ نَاقَتِي ... بِكُلِّ فَلَاةٍ آلُها يَتَرَقْرَقُ (?)
ومعلومٌ أنهم يرمون بذلك إلى إيهام أن الناس قد فسدوا، والباطل قد عمّ في زمن بني أمية، فلا جَرَمَ أن يكون المهديُّ العباسيّ مجدِّدَ الدين ومالئَ الأرضِ عدلًا بعد أن مُلئَتْ جورًا، كما جاء في الأثر الموضوع (?). والعامّةُ لا يُدركون من معنى العدل إلا مثلَ هذه الظواهر؛ لأنهم في غفلةٍ عن جزئياتِ الحوادث ودقائق الجور والعسف. وقد أشار بشارٌ إلى شيءٍ من ذلك في مديحه للمهدي (?). وقد قال بشار يمدحه (في الورقة 267):
وَعنْدَكَ عَهْدٌ منْ وَصَاةِ مُحَمَّد ... فَرَعْتَ بهَا الأَمْلَاكَ منْ وَلَدِ النَّضْرِ (?)