اسم الزند، وهو كتاب دين الفرس القديم كما سيأتي. وقد جاء في حوادث سنة 163 هـ أن المهديَّ لَمَّا خرج إلى غزو الروم وبلغ إلى حلب، أرسل فجمع مَنْ بتلك الناحية من الزنادقة، فقتلهم وقطّع كتبَهم بالسكاكين (?). وأقام لهذه الأعمال خطّةً يُسمَّى صاحبُها صاحب الزنادقة، وقد وَلِيَها عثمان بن نَهِيك وعمر الكَلْوَاذاني (?)، ومحمد بن عيسى بن حمدويه، فقتل من الزنادقة خلقًا كثيرا (?).
وذكر ابن الأثير في حوادث سنة 166 هـ أن المهدي "أخذ داود بنَ رَوح بن حاتم، وإسماعيل بن مُجالد، ومحمد بن أبي أيوب المكي، ومحمد بن طيفور في الزندقة، فاستتابهم وخلى سبيلهم، وبعث داود إلى أبيه وهو بالبصرة، وأمره بتأديبه" (?). وذكر في حوادث سنة 155 هـ أن عبد الكريم بن أبي العَوجاء حُبس بالكوفة على الزندقة في زمن أبي جعفر المنصور، حَبَسه عاملُ الكوفة محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم قتله بدون أمر المنصور، وغضب المنصور على عامله وعزله (?).
وذكر صاحبُ الأغاني أن علي بن الخليل الشاعر رُميَ بالزندقة لاتصاله بصالح بن عبد القدوس، ثم ثبتت براءته فأطلق (?). وقتل المهدي صالح بن عبد القدوس الشاعر في سنة 167 هـ على تهمة الزندقة، مع ما أفصح صالح عنه من البراءة وصحة الإيمان (?).