ومدح المهدي بقصيدة فلم يُجزه، فقيل له: "إنه لم يستجد شعرك، فقال: والله لقد قلتُ شعرًا لو قيل في الدهر لم يُخْشَ صَرْفُه على أحد، ولكنا نكذِبُ في القول فنُكذَبُ في الأمل". (?)

وقال له أبان بن عبد الحميد: "يا أبا معاذ، أنت القائل:

إِنَّ فِي بُرْدَيَّ جِسْمًا نَاحِلًا ... لَوْ تَوَكَّأْتِ عَلَيْهِ لانْهَدَمْ (?)

وأنت القائل:

فِي حُلّتي جِسْمُ فَتًى نَاحِلٍ ... لَوْ هَبَّتِ الرِّيحُ بِهِ طَاحَا

قال: نعم، قال: فما حملك على هذا الكذب؟ والله إنِّي لأرى لو أن الله بعث الرياحَ التي أهلك بها الأممَ الخاليةَ ما حرّكتْك من موضعك! ولكنْ ما سلب الله سراجَيْ أحدٍ إلا عوّضه الله منهما ذكاء قلب أو شجا صوت، فما الذي عوضك الله منهما؟ فقال بشار: عدم النظر إلى ابن فاعلة مثلك منذ أربعين سنة! " (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015