لَيْسَ النَّعِيمُ وَإِنْ كُنَّا نُزَنّ بِهِ ... إِلَّا نَعِيمَ سُهَيْلٍ ثُمَّ حمَّادِ (?)

[وكان] قويّ الرد على من خالفه، كثير المحادثة، كثير فلتات اللسان. وكان بذيء اللسان، شديد الأذى. قال الخطيب في "تاريخ بغداد" عن أبي عبيدة: "كان بشار يقول الشعر وهو صغير، وكان لا يزال قومٌ يشكونه إلى أبيه، فيضربه، حتى رقّ عليه من كثرة ما يضربه". (?)

ويظهر من أخباره الآتية أنه كان شجاع القلب، قليل الاكتراث بالمخاطر، قويًّا في الثبات على رأيه، وكان نزَّاعًا إلى العصيان والثورة. قال في الأغاني: كان يُفسد مواليَ العرب عليهم، ويدعوهم إلى الانتفاء منهم، ويرغبهم في الرجوع إلى أصولهم وتركِ الولاء. وقد ذكروا من شعره قولَه يريد نفسه، أو يخاطب بعضَ الموالي:

أَصْبَحْتَ مَوْلَى ذِي الجَلَالِ وَبَعْضُهُمْ ... مَوْلَى العُرَيْبِ فُجُدْ بِفَضْلِكَ وَافْخَرِ

[مَوْلَاكَ أَكْرمُ مِنْ تَمِيمٍ كُلِّهَا ... أَهْلِ الفَعَالِ وَمِنْ قُرَيْشِ المَعْشَرِ]

فَارْجِعْ إِلَى مَوْلَاكَ غَيْرَ مُدَافَعٍ ... سُبْحَانَ مَوْلَاكَ الأَجَلِّ الأَكْبَرِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015