الأحوال، حتى في حالة طول فقراته، وبعد ما بين أوائل قرائنه وأواخرها. فالواو في كلامه واوُ الحال، وحرف "إن" وصليَّة، مثل "لو" الوصلية، كما هي في قول عمرو بن معد يكرب:

لَيْسَ الجمالُ بِمِئْزَرٍ ... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا (?)

وضمائر "فصوله"، و"حزونه" و"سهوله" عائدة إلى الترسل. وأثبت للفصول أنفاسًا على طريقة المجاز العقلي، وإنما هي أنفاس الكاتب والتالي لذلك الترسل. وجعل للترسل حُزونًا وسهولًا استعارةً لأوائل الترسل وأواخره، أوائل كل فقرة منه وأواخرها؛ لأن أول الشيء يُشبِهُ أعلى الأَكَمة، وآخره يشبه السهل من الجبل.

وعطفُ "وعز" على "قلة وكثرة" عطفُ الفعل على الاسم الشبيه بالفعل، وهو كثير. وجرد "تطاول" من تاء التأنيث؛ لأن فاعله وهو "أنفاس" جمعُ تكسير، فيجوز فيه حذفُ التاء.

وقول المؤلف: "إلا أن يكون مضمنًا بأخيه وهو عيب فيه"، أشار إلى ما يُسَمَّى عند علماء العروض بالتضمين، وهو أن يتوقَّف فهمُ معنى البيت على معرفة البيت الذي بعده، وهو عيبٌ في الشعر العربي. ومع ذلك وقع في شعر فحول الشعراء، ووقع لنابغة في عدة قصائد كقوله:

فَهُمْ دِرْعِي الَّتِي اسْتَلْأَمْتُ فِيهَا ... وَهُمْ أَصْحَابُ يَوْمِ عُكَاظٍ إِنِّي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015