وَخَالٍ عَلَى خَدَّيْه يَبْدُو كَأَنَّهُ ... سَنَا البَرْقِ فِي دَعْجَاءَ بَادٍ دُجُونُهَا (?)
فجعل الخال مفرِطًا في البياض وطبيعة الخال السواد وإلا فقد انقلب بهقا.
• "أو يكون الوصف غير لائق للموصوف" (?)، من أغلاط الشعراء في الجاهلية في الوصف قولُ المسيَّب بن علس:
وَقَدْ أَتَلَافَى الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ ... بِنَاجٍ عَلَيْهِ الصَّيْعَرِيَّة مُكْدَم
الناجي الجمل الفحل، والصيعرية سمة يسم بها أهلُ اليمن النوقَ الكرائم، فلا يوسم بها الجمل. وأنشد هذا البيتَ بمحضر طرفة بن العبد وهو يومئذ صبي، فقال طرفة: "استنوق الجمل" وضحك منه، فأرسلها مثلا (?). وقد ورد في كتب الأدب كثيرٌ من هذا، كما في الموازنة للآمدي، ولذا قال المؤلف فيما مضى: "وعيارُ الإصابة في الوصف الذكاء، وحسنُ التمييز".
وقد يجيءُ الخطأُ من حَصَر في التعبير، كما وقع لعبد الله بن أبي السِّمط في مدح الخليفة المأمون العباسي قولُه:
أَضْحَى إِمَامُ الهُدَى المَأْمُونُ مُشْتَغِلًا ... بِالدِّينِ وَالنَّاسُ بِالدُّنْيَا مَشَاغِيلُ
قالوا: لما سمعه المأمون نظر إليه نظرة كاد أن يصْطَلِمَهُ عليها، فلما حدّث عبدُ الله بذلك عمارةَ بن عقيل بن بلال بن جرير، قال عمارة: "لقد أحسَنَ إذ لم