فتبيينُ ما يترقبه في ظلمة الدجى بحصول ضياء وجه الممدوح تفسيرٌ صحيح، ولكن تبيين ما يترقبه خائفُ البغي بحصول الكرم تبيين فاسد. ومن فساد التفسير سخافتُه، كقول عز الدين الموصلي في بديعيته:
ذِكْرُ الإِمَامِ وَابْنَيْهِ يُفَسِّرُهُ ... عَلِيٌّ وَالحَسَنَانِ أَكْرِمْ بِذِكْرِهِمِ (?)
على ما في البيت من ضرورات ركيكة ثلاث.
• "أو فِي المعنى تناقض" (?)، بحيث يقتضي بعضُ المعاني نقيضَ البعض الآخر في الغرض الواحد، بلا تأويل. ومن المعلوم مراعاةُ شروطِ التناقض في هذا، وهي ما يُعبَّر عنها بالوحدات الثمان في علم المنطق (?)، وإلا فإن من التناقض ما هو معدودٌ من لطائف الأساليب، كقوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] (?). ومنه ما يُسمى بالطباق، وهو الجمعُ بين معنيين متضادَّين ولو في الجملة: