فعلك كذا وكذا من الأمر الذي تفعله". (?) وأخذه منه ابن هشام في "مغني اللبيب" عند الكلام على معاني من. فقال: "العاشر (من معانيها) مرادفة ربما، وذلك إذا اتصلت بما كقوله:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً ... عَلَى رَأْسِهِ تُلْقِى اللِّسَانَ مِنَ الفَمِ
قاله السيرافِيُّ وابنُ خروف وابنُ طاهر والأعلم (?)، وخرَّجوا عليه قولَ سيبويه: واعلم أنهم مما يحذفون كذا". قال ابن هشام: "والظاهر أن مِنْ فيهما ابتدائية وما مصدرية، وأنَّهم جُعلوا كأنَّهم خُلِقوا من الضرب والحذف مثل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] " (?).
فاحتمل كلامُه مخالفتَهم في أن جعلوها بمنزلة "ربما"؛ لأن "ربما" لا تتعين للتكثير. واحتمل أنه فسر كلامَهم بحمله على إرادة التكثير. وكذلك فسر عياض كلامَ ثابت السرقسطي، وانتقلوا من كونها بمعنى ربما؛ لأن ربما التي حمل عليها هي المفيدة معنى التكثير.