من موصول وصلته في حكم الوصف ولم يجروه على موصوفه؟ ولكنه لم يشتهر بينهم، وذلك في قولهم: "ما ضُمَّتْ عليه الأنامل"، كما في قول النابغة: "وَمَهْرِي وَمَا ضَمَّتْ لَدَيَّ الأَنَامِلُ". (?) وأطلقوا عليه ذا رونق في قول أبي ذؤيب:

فَكِلَاهُمَا مُتَقَلِّدٌ ذَا رَوْنَقٍ ... صَافٍ إذا مَسَّ الأَيَابِسَ يَقْطَعُ (?)

ولكنه لم يشتهر، فلم يصر مرادفًا للسيف.

وإن الأسماءَ المنقولةَ من المنسوب أدلُّ على سبق الوصفية فيها كقولهم: مشرفي للسيف، وقولهم: رُدَيْني، وخطيّ، وسَمْهَرى، ويَزَنِيّ للرمح، وقولهم: تُبَّعِيّة للدرع، وقولهم: صَرْخَدِيّ وبَابِليَّ للخمر، حتى أصبح لا يطلق المشرفي بدون موصوف إلا على السيف، ولا يُطلق البَابليُّ - مثلًا - بدون موصوف إلا على الخمر، فإذا أردتَ غير الخمر قلت: سحرٌ بابلي، أو رجل بابلي.

وقد يُخرج العربُ الوصفَ عن الوصفية إلى اللقبية، أي إلى اعتباره لقبًا، وما يزالون يتعاهدون الوصفية. وهذا مثلُ إطلاق الليث صفةً بمعنى الوثاب، ولذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015