ترجمة القرآن وكتاب البخاري

كتب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبد السلام القبانى كلمتين عن ترجمة القرآن الأولى في بلاغ الثلاثاء (?) الماضي والأخرى في بلاغ الجمعة (?) "أمس" ويقول الأستاذ في مقاله الأول "والذي كنت أعجب له أن المسألة لها باب خاص في أشهر كتاب إسلامي وهو البخاري عُقِد لبيان جواز (ترجمة) التوراة وغيرها من كتب الله إلى اللغة العربية (كذا) وغيرها في كتاب التوحيد وهو آخر كتاب في البخاري إذ قال -باب ما يجوز من تفسير التوراة وكتب الله بالعربية وغيرها لقول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. . . إلخ}. وقد كان من فرح الأستاذ الجليل بهذا النص أن جعل كلامه تعجبا من الكتاب والعلماء الذين تعرضوا لمسألة الترجمة ولم يفطنوا إلى هذا النص ولا وقعوا عليه حتى بلغ به أن قال في آخر المقال الثاني "وإذا كان للأقلام أن تفخر بالعلم، والعلم خير ما يتنافس فيه، ويُفْتَخر به، فلهذا القلم أن يفتخر بانفراده باكتشاف هذا الدليل (العجيب) في المسألة من أن البخاري -وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى- وضع لهذه المسألة بابا خاصا. وذلك أن مئات من الناس العلماء وغيرهم كتبوا في هذه المسألة ولم يعثروا على هذا الباب من البخاري. وبعض كبار العلماء وضعوا رسائل فيها، بل العلماء المتقدمون لم يعثروا عليه أيضا، فللهِ الحمد والمنة. ولا نقول ذلك إلا فرحا بالعلم وسرورا به. فلا ينقمن علينا ذلك رجل سليم دواعى الصدر".

ونحن نقول للأستاذ الجليل: هونًا فما بك الفخر. فدعوى الأستاذ أن أحدا لم يعثر على هذا الباب في البخاري ليس لها دليل البتة من وجه من وجوه القول، فإن هذا الباب المعقود في كتاب تدارسته الأجيال من منتصف القرن الثالث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015