عن حجته؟ فهذه العجلة هي هي التي أُنْكِرها على صاحبه، وأنكر أن تكون أدبًا يتأدب به العالم أو المتعلم، ومن الحق على كل عاقل أن ينهي نفسه عنها، وأن ينهي من يرتكبها، لأنها مخالفة لكل أصل من أصول العلم والتعلم، ولأنها تورث مرتكبها نفس الداء الذي أتى منه صاحبه الذي تهجم على ضمائر خلق الله، فكاد يقطع قطعًا جازمًا بنفاق معاوية وأبي سفيان وهند وعمرو بن العاص وسائر بنى أمية! من أين يعلم أنى عجزت أو أني سوف أعجز؟ لا أدري!

ومثل هذا في الجراءة ما أتبعه من أسئلة إذ يقول:

"من الذي ينكر أن معاوية حين صير الخلافة ملكا عضوضًا لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحي الجاهلية؟

"ومن الذي ينكر أن بنى أمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها، وما كان الإسلام لها إلا رداء تلبسه وتخلعه حسب المصالح والملابسات؟ . . .

"ومن الذي ينكر أن يزيد بن معاوية قد فرضه أبوه على المسلمين مدفوعًا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام!

"ومن الذي ينكر أن معاوية قد أقصى العنصر الأخلاقي في صراعه مع على، وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاء كاملا لأول مرة في تاريخ الإسلام، وقد سار في سياسة المال سيرة غير عادلة، فجعله للرشوة واللهي (?) وشراء الضمائر في البيعة ليزيد؟

"هذه وأمثالها أمور مسلمة في التاريخ، لا يستطيع الأستاذ شاكر أن ينكرها بحال. ونحن نعجب كثيرًا حين نجده في مقاله يلبس مسوح الوعظ والإرشاد. . . ."

نعم يا سيدي الشيخ! نعم! فإني لمحدثك عمن ينكرها: أنا أنكر هذا كله وينكره المؤمنون من قبلى. وإذا كنت أنت وصاحبك تسلمان بها، فأنا لا أستطيع أن أسلم بها. وتقول: هذه دعوى ليس عليها بينة! فأقول: نعم، هي في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015