متوجهًا إلى (وادي القرى) قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام: 3: 353):
(فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، انصرف إلى وادي القرى، فحاصر أهله ليالى، ثم انصرف راجعًا إلى المدينة).
وكذلك قال البلاذري في "فتوح البلدان": 41، الطبري في تاريخه: (3: 96)، وابن سيد الناس في "عيون الأثر" (2: 143)، وابن كثير في "البداية والنهاية" (4: 212)، والمقريزى في "إمتاع الأسماع" (1: 331)، وغيرهم.
فصح بذلك أيضًا أنهم كانوا يطلقون (قرى عربية) على (وادي القرى) أيضًا.
* * *
46 - وبقى نص آخر، يحتاج إلى بعض التفصل، ذلك ما نقله ياقوت في معجمه عن خط العبدرى (رقم: 20) في بعث أبي بكر - رضي الله عنه - عمرو بن العاص، إلى الشأم مُمِدًّا لأبي عبيدة:
- (وجعل عمرو بن العاص يستنفر من مرّ به من البوادي وقرى عربية) وقد ذكر البلاذرى في فتوح البلدان (114، 115) أن أبا بكر عقد ثلاثة ألوية لفتح الشأم، منها لواء عمرو بن العاص، ثم ذكر عن أبي مخنف: أن عمرو ابن العاص إنما كان مددًا للمسلمين، وأميرًا على من ضم إليه) و (أن يسلك طريق أيلة عامدًا لفلسطين).
وجاء في الطبري (في سنة ثلاث عشرة) أن أبا بكر بعث عمرًا قِبَل فلسطين، فأخذ على طريق (المعرفة) إلى (أيلة).
وطريق (المُعرفة) هو الَّذي كانت تسلكة عير قريش إلى الشام، وفيه سلكت عيرهم حين كانت وقعة بدر، وهذه الطريق، كما استظهرت من صفة ابن خرداذبه في "المسالك والمالك" (150، 191) للطريق من دمشق إلى مكة هي: (من المدينة، إلى ذي خشب، إلى السويداء، إلى المرّ، إلى ذي المروة، إلى الرحيبة، إلى وادي القرى، إلى الحِجر).