رأيك، من غير أن يظهر ذلك للعامّة؛ فإن كان صوابا نالتك حظوته (?)، وإن كان خطأ أقدم به عليك جاهل، أو فرطة سعى بها كاذب، فنالت الساعى (?) منهما أو المظلوم عقوبة، وبدر (?) من واليك إليه نكال، لم يعصب ذلك الخطأ بك، ولم تنسب إلى تفريط، وخلوت من موضع الذم فيه (?)، محضرا إليه ذهنك وصواب رأيك.

وتقدّم إلى من تولّى ذلك الأمر وتعتمد عليه فيه، أن لا يقدم على شىء ناظرا فيه، ولا يحاول أخذ أحد طارقا له، ولا يعاقب أحدا منكّلا به، ولا يخلّى سبيل أحد صافحا عنه، لإصحار (?) براءته، وصحّة طريقته، حتى يرفع إليك أمره، وينهى إليك قضيته، على جهة الصدق، ومنحى الحق، ويقين الخبر، فإن رأيت عليه سبيلا لمحبس (?)؛ أو مجازا لعقوبة، أمرته بتولّى ذلك من غير إدخاله عليك، ولا مشافهة لك منه، فكان المتولّى لذلك، ولم يجر على يديك مكروه رأى، ولا غلظة عقوبة، وإن وجدت إلى العفو عنه سبيلا، أو كان مما قرف به خليّا، كنت أنت المتولّى للإنعام عليه بتخلية سبيله، والصفح عنه بإطلاق أسره، فتوليت أجر ذلك واستحققت ذخره، وأنطقت لسانه بشكرك، وطوّقت قومه حمدك؛ وأوجبت عليهم حقّك؛ فقرنت بين خصلتين، وأحرزت حظوتين: ثواب الله فى الآخرة (?)، ومحمود الدكر فى العاجلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015