فى بنى آدم كمون النّار فى الحجر الصّلد، فإذا قدح لاح شرره، وتلهّب وميضه ووقد تضرّمه، وليست فى أحد، أقوى سطوة، وأظهر توقّدا، وأعلى كمونا، وأسرع إليه بالعيب، وتطرّق الشّين، منها لمن كان فى مثل سنّك من أغفال (?) الرجال وذوى العنفوان فى الحداثة، الذين لم تقع عليهم سمات الأمور، ناطقا عليهم لائحها، ظاهرا عليهم وسمها، ولم تمحضهم (?) شهامتها، مظهرة للعامة فضلهم، مذيعة حسن الذّكر عنهم، ولم يبلغ بهم الصّيت فى الحنكة مستمعا (?) يدفعون به عن أنفسهم نواطق ألسن أهل البغى، وموادّ أبصار أهل الحسد.
ثم تعهّد من نفسك لطيف عيب لازم لكثير من أهل السلطان والقدرة من إبطار الذّرع (?) ونخوة الشرف والتّيه وعيب الصّلف، فإنها تسرع بهم إلى فساد رأيهم، وتهجين (?) عقولهم فى مواطن جمّة، وأنحاء مصطرفة، منها قلة اقتدارهم على ضبط أنفسهم فى مواكبهم ومسايرتهم العامّة، فمن مقلقل شخصه بكثرة الالتفات عن يمينه وشماله، تزدهيه الخفّة، ويبطره إجلاب (?) الرجال حوله، ومن مقبل فى موكبه على مداعبة مسايره بالمفاكهة (?) له والتضاحك إليه، والإيجاف (?) فى السير مرحا، وتحريك الجوارح متسرّعا، يخال أن ذلك أسرع له وأحثّ (?) لمطيّته،