إنك إذن بغير إلّ (?)، عن هوى أمير المؤمنين من ذلك.
وأما ما ذكرت مما سبّب الله لك، فإن الله قد ابتدأ أمير المؤمنين بذلك واصطفاه، والله بالغ أمره، لقد أصبح أمير المؤمنين، وهو على اليقين من ربه، أنّه لا يملك لنفسه فيما أعطاه من كرامته ضرّا ولا نفعا، وأن الله ولىّ ذلك منه، وأنه لا بد له من مزايلته، والله أرأف بعباده وأرحم من أن يولّى أمرهم غير الرّضىّ له منهم، وإن أمير المؤمنين من حسن ظنه بربه لعلى أحسن الرجاء أن يولّيه تسبيب ذلك لمن هو أهله فى الرّضا له به ولهم، فإن بلاء (?) الله عند أمير المؤمنين أعظم من أن يبلغه ذكره أو يؤدّيه شكره إلّا بعون منه، ولئن كان قدّر لأمير المؤمنين تعجيل وفاة، إن فى الذى هو مفض إليه إن شاء الله من كرامة الله لخلفا من الدنيا.
ولعمرى إن كتابك إلى أمير المؤمنين بما كتبت به لغير مستنكر من سفهك وحمقك، فاربع على نفسك من غلوائها، وارقأ على ظلعك (?)، فإن لله سطوات وعينا، يصيب بذلك من يشاء، ويأذن فيه لمن يشاء، ممن شاء الله، وأمير المؤمنين يسأل الله العصمة والتوفيق لأحبّ الأمور إليه وأرضاها له.
(تاريخ الطبرى 8: 291)