الصّفح عنهم، وتغمّد (?) جرمهم، وأن يعمّهم من عدله بما يردّ الجاهل عن جهله، والغوىّ عن غوايته، ويعلمون مكانه من الله، واستجابته لعزّه ونصره، وأنه الخليفة المتّقى، والإمام المتألّف، وأنه يقدّم العفو فى الطاعة، على الحجّة فى العقوبة، والحسبة فى الاستصلاح، عن القوة فى التأييد، فأمسك عنهم بيدك، فإن أمير المؤمنين قد وهب ذلك كلّه لله، ورجا به ما ليس ضائعا عنده من ثوابه.
(اختيار المنظوم والمنثور 12: 260)
وحبس يوسف بن عمر حين قدم العراق خالد بن عبد الله القسرى كما قدمنا، فأقام خالد فى محبسه ثمانية عشر شهرا (?)، ثم كتب إليه هشام يأمره بتخلية سبيله (فى شوال سنة 121 هـ).
فخرج خالد ومعه جماعة من أهله، حتى أتى القرية، وهى بإزاء باب الرّصافة (?)، فأقام بها إلى صفر سنة 122 هـ، لا يأذن لهم هشام فى القدوم عليه، وخرج زيد بن على على يوسف بن عمر فقتل، فكتب يوسف إلى هشام: