ولما انهزم الناس يوم دير الجماجم، قال الحجاج: اتركوهم فليتبدّدوا ولا تتبعوهم، ونادى مناديه: من رجع فهو آمن، ومن لحق بقتيبة بن مسلم بالرّىّ فهو أمانه، فلحق ناس كثير بقتيبة، وكان فيمن لحق به عامر الشّعبى (?)، فذكر الحجّاج الشّعبىّ يوما، فقال: أين هو؟ وما فعل؟ فقيل له: إنه لحق بقتيبة بالرّىّ، فكتب الحجاج إلى قتيبة:
«أما بعد، فابعث إلىّ بالشّعبىّ حين تنظر فى كتابى هذا، والسلام عليك» فسرّح إليه، فلما دخل عليه اعتذر إليه، فقبل منه الحجاج وعفا عنه:
(تاريخ الطبرى 8: 31)
ودخل الحجاج الكوفة بعد وقعة دير الجماجم، وأقبل الناس يبايعونه، وكان عبد الملك كتب إليه فى أسرى دير الجماجم: «أن يعرضهم على السيف، فمن أقرّ منهم بالكفر بخروجه علينا فخلّ سبيله، ومن زعم أنه مؤمن فاضرب عنقه» فكان الحجاج لا يبايعه أحد إلا قال له: أتشهد أنك قد كفرت؟ فإذا قال: «نعم» بايعه وإلا قتله (?).
(العقد الفريد 1: 151 و 3: 20، وتاريخ الطبرى 8: 25)