وشد حتى ضرب باب القصر بعموده، واقتحموا المسجد الأعظم. وقتلوا جماعة ممن صادفوهم ثم خرجوا منها (?). (تاريخ الطبرى 7: 232)
ودعا الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندى فقال له: انتخب النّاس واخرج فى طلب هذا العدوّ، فانتخب فرسان الناس ووجوههم، فلما أراد الحجاج إشخاصهم كتب إليهم:
«أما بعد، فقد اعتدتم عادة الأذلّاء، وولّيتم الدّبر يوم الزّحف، وذلك دأب الكافرين، وإنى قد صفحت عنكم مرّة بعد مرة، ومرة بعد مرة، وإنى أقسم لكم بالله قسما صادقا: لئن عدتم لذلك لأوقعنّ بكم إيقاعا يكون أشدّ عليكم من هذا العدوّ الذى تهربون منه فى بطون الأودية والشّعاب (?)، وتستترون منه بأثناء (?) الأنهار وألواذ الجبال، فخاف من له معقول (?) على نفسه، ولم يجعل عليها سبيلا، وقد أعذر من أنذر (?).
وقد أسمعت لو ناديت حيّا ... ولكن لا حياة لمن تنادى
والسلام عليكم».
فخرج ابن الأشعث فى الناس نحو شبيب، فلما دنا منه ارتفع عنه شبيب، فسار ابن الأشعث فى طلبه، حتى إذا كان على التّخوم أقام وقال: إنما هو فى أرض الموصل فليقاتلوا عن بلادهم أو ليدعوه. (تاريخ الطبرى 7: 238، وشرح ابن أبى الحديد م 1: ص 416)