وفى سنة 76 هـ تحرك صالح بن مسرّح (?) زعيم فرقة الصالحية- إحدى فرق الخوارج الصّفرية (?) - وكان بدارا (?) وأرض الموصل والجزيرة، له أصحاب يقرئهم القرآن، ويفقّههم، ويقصّ عليهم، فحرّضهم على الخروج محتجّا بأن الجور قد فشا، وأن العدل قد عفا، وأن الولاة لا يزدادون إلا غلوّا وعتوّا، وتباعدا عن الحق وجرأة على الرب ودعاهم أن يستعدوا ويبعثوا إلى إخوانهم ليأتوهم وينظروا فيما هم صانعون، فتراسل أصحابه وتلاقوا، فبيناهم فى ذلك إذ قدم عليهم رسول بكتاب من شبيب بن يزيد الشّيبانى إلى صالح بن مسرّح، وفيه:
«أما بعد، فقد علمت أنك كنت أردت الشّخوص، وقد كنت دعوتنى إلى ذلك فاستحبت لك، فإن كان ذلك اليوم من شأنك فأنت شيخ المسلمين، ولن نعدل بك منا أحدا، وإن أردت تأخير ذلك اليوم أعلمتنى، فإن الآجال غادية ورائحة، ولا آمن أن تخترمنى (?) المنيّة ولمّا أجاهد الظالمين، فيا له غبنا، ويا له فضلا متروكا! جعلنا الله وإياك ممن يريد بعلمه الله ورضوانه والنظر إلى وجهه ومرافقة الصالحين فى دار السلام، والسلام عليك».