فلما رأى المهلب كثرة الناس عليه قال: اليوم قوتل هذا العدو.
(الكامل للمبرد 2: 214، وشرح ابن أبى الحديد م 1: ص 397)
وخرج المهلب فى آثار الخوارج، ونشب بينه وبينهم القتال، فانكشفوا، وقد كثر فيهم القتل والجراح، وكتب الحجاج إلى المهلب من قبل الوقعة:
«أما بعد: فإنه بلغنى أنك أقبلت على جباية الخراج، وتركت قتال العدو، وإنى ولّيتك وأنا أرى مكان عبد الله بن حكيم المجاشعىّ، وعبّاد بن حصين الحبطىّ، واخترتك وأنت من أهل عمان، ثم رجل من الأزد، فالقهم يوم كذا فى مكان كذا، وإلّا أشرعت (?) إليك صدر الرمح»:
فشاور بنيه فقالوا: إنه أمير، فلا تغلظ عليه فى الجواب:
فكتب إليه المهلب:
«ورد علىّ كتابك تزعم أنى أقبلت على جباية الخراج، وتركت قتال العدوّ، ومن عجز عن جباية الخراج فهو عن قتال العدو أعجز، وزعمت أنك ولّيتنى وأنت ترى مكان عبد الله بن حكيم المجاشعىّ، وعبّاد بن حصّين الحبطىّ، ولو ولّيتهما لكانا مستحقّين لذلك، فى فضلهما وغنائهما (?) وبطشهما، واخترتنى وأنا رجل من الأزذ، ولعمرى إن شرا من الأزد لقبيلة تنازعها ثلاث قبائل لم تستقرّ فى واحدة منهن (?)،