ما أمضيت: وولايتى من ولّيت، وقد علمت أن أمير المؤمنين يتفاءل بحسان للّذى فتح الله على يديه، ولم أعد مع نظرى لأمير المؤمنين بأن عزلت حسان وولّيت موسى فى يمن طائره وحسن أثره، فأمّا قول أمير المؤمنين «قد كنت أنتظرها منك فى موسى» فلعمرى لقد كنت لها فيه مرصدا، ولأمير المؤمنين أن يسبق بها إليه منتظرا، حتى حضر أمر جهدت فيه نفسى لأمير المؤمنين ولنفسى الرأى والنصيحة، والسلام». (الإمامة والسياسة 2: 46)
وكتب عبد العزيز إلى عبد الملك:
«أما بعد: فإنى كنت وأنت يا أمير المؤمنين فى موسى وحسان، كالمتراهنين أرسلا فرسيهما إلى غايتهما، فأتيا معا، وقد مدّت الغاية لأحدهما، ولك عنده مزيد إن شاء الله، وقد جاءنى يا أمير المؤمنين كتاب من موسى، وقد وجّهته إليك لتقرأه، وتحمد الله عليه، والسلام». (الإمامة والسياسة 2: 47)
فكتب إليه عبد الملك:
«أما بعد: فقد بلغ أمير المؤمنين كتابك، وفهم المثل الذى مثّلته فى حسّان وموسى، ويقول لك: عند أحدهما مزيد، وكلّ قد عرف الله على يده خيرا ونصرا، وقد أجريت وحدك، وكلّ مجر بالخلاء مسرور (?)، والسلام».
(الإمامة والسياسة 2: 47)