«أما بعد، فإنى أخبر أمير المؤمنين- أكرمه الله- أنى بعثت عبد العزيز ابن عبد الله فى طلب الخوارج، وأنهم لقوه بفارس، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم عبد العزيز لمّا انهزم عنه الناس، وقتل مقاتل بن مسمع (?)، وقدم الفلّ (?) إلى الأهواز، فأحببت أن أعلم أمير المؤمنين ذلك، ليأتينى رأيه وأمره أنزل عنده إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله». (تاريخ الطبرى 7: 193)
فكتب إليه عبد الملك بن مروان:
«أما بعد، فقد قدم رسولك فى كتابك (?)، تعلمنى فيه بعثك أخاك على قتال الخوارج، وهزيمة من هزم، وقتل من قتل، وسألت رسولك عن مكان المهلب، فحدّثنى أنه عامل لك على الأهواز، فقبح الله رأيك! حين تبعث أخاك أعرابيا من أهل مكة على القتال، وتدع المهلب إلى جنبك يجبى الخراج، وهو الميمون النّقيبة (?)، الحسن السياسة، البصير بالحرب، المقاسى لها، ابنها وابن أبنائها، انظر أن تنهض بالناس، حتى تستقبلهم بالأهواز ومن وراء الأهواز، وقد بعثت إلى بشر أن يمدّك بجيش من أهل الكوفة، فإذا أنت لقيت عدوّك فلا تعمل فيهم برأى، حتى تحضره المهلب وتستشيره فيه إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله».