لك معقول (?)، وأكرم نفسك، فإنك إن تهنها تجدها على الناس أعظم هوانا، ألم تسمع قول الشاعر:
فنفسك أكرمها فإنك إن تهن ... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
وإنى أقسم بالله لئن لم تنته عما بلغنى عنك، لتجدنّ جانبى خشنا، ولتجدنّنى إلى ما يردعك عنى عجلا فإن أشفى (?) بك شقاؤك على الرّدى، فلا تلم إلا نفسك».
(شرح ابن أبى الحديد م 4: ص 487)
فكتب إليه ابن عباس:
«أما بعد فقد بلغنى كتابك، قلت: إنى أفتى الناس بالجهل، وإنما يفتى بالجهل من لم يعرف من العلم شيئا، وقد آتانى الله من العلم ما لم يؤتك، وذكرت أن حلمك عنى واستدامتك فيئى جرّءانى عليك، ثم قلت: اكفف من غربك، واربع على ظلعك، وضربت لى الأمثال «أحاديث الضّبع (?)» متى رأيتنى لعرامك (?) هائبا، ومن حدّك ناكلا (?)؟ وقلت: لئن لم تكفف لتجدنّ جانبى خشنا، فلا أبقى الله عليك إن أبقيت، ولا أرعى عليك إن أرعيت (?)، فو الله لا أنتهى عن قول الحق، وصفة أهل العدل والفضل، وذمّ الأخسرين أعمالا الّذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، والسلام».
(شرح ابن أبى الحديد م 4: ص 488)