وأمكن الله منهما، فقدّمتهما فضربت أعناقهما، وقد بعثت إليك برءوسهما مع هانئ ابن أبى حية الهمدانى والزبير بن الأروح التميمى، وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة، فليسألهما أمير المؤمنين عما أحبّ من أمر، فإنّ عندهما علما وصدقا، وفهما وورعا، والسلام». (تاريخ الطبرى 6: 214)
فكتب إلى ابن زياد:
«أما بعد: فإنك لم تعد أن كنت كما أحبّ، عملت عمل الحازم، وصلت صولة الشجاع الرّابط الجأش (?)، فقد أغنيت وكفيت، وصدّقت ظنى بك، ورأيى فيك، وقد دعوت رسوليك، فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما فى رأيهما وفضلهما كما ذكرت، فاستوص بهما خيرا.
وإنه قد بلغنى أن الحسين بن علىّ قد توجّه نحو العراق، فضع المناظر (?) والمسالح، واحترس على الظن، وخذ على التّهمة، غير أن لا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إلىّ فى كلّ ما يحدث من الخبر، والسلام عليك ورحمة الله». (تاريخ الطبرى 6: 213)
ولما جاء الحسين عليه السلام كتاب مسلم بن عقيل، يدعوه فيه إلى تعجيل الإقبال، خرج من مكة قاصدا إلى الكوفة: