صورة أخرى

وروى ابن قتيبة فى الإمامة والسياسة، قال:

مات معاوية وكان يزيد غائبا، فلما قدم دمشق بعد موت أبيه كتب إلى عامل المدينة (?):

«أما بعد: فإن معاوية بن أبى سفيان كان عبدا استخلفه الله على العباد، ومكّن له فى البلاد، وكان من حادث قضاء الله «جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه» فيه ما سبق فى الأوّلين والآخرين، لم يدفع عنه ملك مقرّب، ولا نبى مرسل، فعاش حميدا، ومات سعيدا، وقد قلّدنا الله عزّ وجل ما كان إليه، فيالها مصيبة ما أجلّها! ونعمة ما أعظمها! نقل الخلافة، وفقد الخليفة، فنستوزعه (?) الشكر، ونستلهمه الحمد، ونسأله الخيرة (?) فى الدّارين معا، ومحمود العقبى فى الآخرة والأولى، إنه ولىّ ذلك، وكلّ شىء بيده لا شريك له.

وإن أهل المدينة قومنا ورجالنا ومن لم نزل على حسن الرأى فيهم، والاستعداد بهم، واتباع أثر الخليفة فيهم، والاحتذاء على مثاله لديهم، من الإقبال عليهم، والتقبّل من محسنهم، والتجاوز عن مسيئهم، فبايع لنا قومنا ومن قبلك من رجالنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015