وتجهز الحسن عليه السلام للقاء معاوية، وخرج بأصحابه إلى المدائن، ولكنهم رأوا منه أنه يجنح إلى موادعة معاوية ومصالحته، فثاروا به وأساءوا إليه (?)، فازداد لهم بغضا، وازداد منهم ذعرا، ورأى الأمر قد تفرق عنه، فبعث إلى معاوية يطلب الصلح، وبعث معاوية إليه رسولين قدما عليه المدائن، فأعطياه ما أراد، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف فى أشياء اشترطها.
قال الطبرى: «كاتب الحسن معاوية وأرسل إليه بشروط، قال: إن أعطيتنى هذا فأنا سامع مطيع، وعليك أن تفى لى به، ووقعت صحيفة الحسن فى يد معاوية، وقد أرسل معاوية قبل هذا إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها، وكتب إليه: أن اشترط فى هذه الصحيفة التى ختمت أسفلها ما شئت فهو لك، فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التى سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده، وأمسك معاوية صحيفة الحسن عليه السلام، التى كتب إليه يسأله ما فيها.