وفى الجزأين الأخيرين قليل من رسائل الأمويين، وبحر زاخر من رسائل العباسيين- وسترد فى الجزء الثالث إن شاء الله- وينفرد ذلك الكتاب بأن معظم ما ورد فيه لم يرد فيما بين أيدينا فى عصرنا هذا من كتب الأدب والتاريخ.

وأودّ أن أنبه هنا إلى أن أرقام الصفحات التى ذيّلت بها الرسائل المنقولة عنه، فى هذا الجزء وما بعده، هى صفحات النسخة الثانية، إذ نسخت منها- بيدى- ابتداء، لكبر خطها وانفراج سطورها، ثم عارضت ما نسخته بالنسخة الأولى.

ومن الكتب الأدبية النفيسة التى اطلعت عليها فى دار الكتب المصرية أيضا، كتاب: «نثر الدرر للوزير زين الكفاة أبى سعد منصور بن الحسين الآبى (?) المتوفى سنة 422 هـ». وهو فى سبعة أجزاء، تقع فى 832 صفحة، ومنه نسخة بالدار مصورة بالتصوير الشمسى رقم 4428 أدب (?) ويخيّل إلىّ أن أبا إسحق الحصرى القيروانى المتوفى سنة 453 هـ قد وضع كتابه: «زهر الآداب». على غرار هذا الكتاب.

وفيه رسائل قليلة للأمويين والعباسيين، وقد أشرت إلى نبذة يسيرة وردت فيه، فى أواخر رسالة مروان بن محمد إلى بعض الخوارج، وكان بودّى أن أنقل ما حواه من الرسائل، بيد أنه حال بينى وبين ذلك حائلان: رداءة الخط، وسوء التصوير، فقد غشّى أكثر صفحاته بظلّ أسود كثيف من أثر التصوير، مما حسر معه بصرى عن تبيّن الحروف بجلاء ووضوح، ولما كان ديدنى أن أباشر عملى بنفسى، دون أن أركن فيه إلى أحد سواى، لم يسعنى أن أعهد إلى النسّاخ بنسخها منه، إذا كانت عاقبة الاستنساخ أن أعتهد ما نسخ، وأراجعه ثانية فى دقّة واستثبات، وأرجو أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015