بل أنت قم فاخطب، فأنت أحق بذلك، قال عمرو: ما أحب أن أتقدّمك، وما قولى وقولك للناس إلا قول واحد، فقم راشدا.
فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم قال:
«أيها الناس، إنا قد نظرنا فى أمرنا فرأينا أقرب ما يحضرنا من الأمن والصلاح ولمّ الشّعث، وحقن الدماء، وجمع الألفة، خلعنا عليّا ومعاوية، وقد خلعت عليّا كما خلعت عمامتى هذه- وأهوى إلى عمامته فخلعها- واستخلفنا رجلا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وصحب أبوه النبى صلى الله عليه وسلم، فبرّز فى سابقته، وهو عبد الله ابن عمر (?)» وأطراه ورغّب الناس فيه ونزل.
فقام عمرو، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
«أيها الناس، إن أبا موسى عبد الله بن قيس خلع عليّا وأخرجه من هذا الأمر الذى يطلب، وهو أعلم به، ألا وإنى خلعت عليا معه، وأثبتّ معاوية علىّ وعليكم، وإن أبا موسى قد كتب فى الصحيفة أن عثمان قد قتل مظلوما شهيدا، وأن لوليّه أن يطلب بدمه حيث كان، وقد صحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وصحب أبوه النبى صلى الله عليه وسلم» وأطراه ورغّب الناس فيه، وقال: هو الخليفة علينا، وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان.