وكتب إلى بعض الوزراء:
«ما زال الحاسد لنا عليك أيها الوزير ينصب الحبائل، ويطلب الغوائل، حتى انتهز فرصته، وأبلغك شيئا زخرفه، وكذبا زوّره، وكيف الاحتراس ممن أحضر ويغيب؟ ويقول وأمسك؟ مرتصد لا يغفل، وماكر لا يفتر، وربما استنصح الغاشّ، وصدّق الكاذب، والحظوة لا تدرك بالحيلة، ولا يجرى أكثرها على حسب السبب والوسيلة».
فأجابه:
«حصول الثقة بك- أعزك الله- يغنى عن حضورك، وصدق حالتك يحتجّ عنك، وما تقرّر عندنا من نيتك وطويّتك يغنى عن اعتذارك».
(زهر الآداب 3: 204)
قال أبو العباس بن المعتز: كان لنا مجلس حظّ، أرسلت بسببه خادمة إلى قينة (?)، فأجابت، فلما مرت فى الطريق وجدت فيه حارسا حراميّا (?)، فرجعت، فأرسلت أعاتبها. فكتبت إلىّ:
«لم أتخلف عن المسير إلى سيدى فى عشّيتى أمس، لأرى وجهه المبارك، وأجيب دعاءه، إلّا لعلّة قد عرفتها فلانة، ثم خفت أن يسبق إلى قلبه الطاهر أنى قد تخلفت