فلما عضّته الحرب وجّه إلى المعتضد يطلب الأمان فأجابه إليه، ثم وجه المعتضد شعلة بن شهاب فى طلب أم الشريف، فلما رأته بكت وضربت بيدها على الأخرى وقالت: يا شهاب، كأنى والله كنت أرى ما أرى، فإنا لله وإنا إليه راجعون! فقال لها: إن أمير المؤمنين قد وجهنى إليك، وما ذاك إلا لحسن رأى منه فيك، فقالت له: فهل لك أن توصل إليه كتابى هذا بما قلت فيه؟ قال: نعم، فكتبت إليه بهذه الأبيات:
قل للخليفة والإمام المرتضى ... رأس الخلائق من قريش الأبطح
بك أصلح الله البلاد وأهلها ... بعد الفساد وطالما لم تصلح (?)
وتزحزحت بك قبّة العزّ التى ... لولاك بعد الله لم تتزحزح
وأراك ربّك ما تحبّ، فلا ترى ... ما لا تحبّ، فجد بعفوك واصفح
يا بهجة الدنيا وبدر ملوكها ... هب ظالمىّ ومفسدىّ لمصلح
فسار بالكتاب إلى المعتضد فأعجبته الأبيات، وأمر أن يحمل إليها تخوت (?) من الثياب وجملة من المال، وإلى ابن أخيها محمد بن أحمد مثل ذلك، وشفعها فى كثير من أهلها، ممن عظم جرمه، واستحق العقوبة عليه
(مروج الذهب 2: 469)
ومن كتاب صاحب الشامة الحسين بن زكرويه القرمطىّ (?) إلى بعض عماله: