وليس مالك المال المعفى من الأضراس فيقال فيه: مرعى ولا أكولة (?)، وعشب ولا بعير، فقصاراك مع الإصلاح أن يقوم ببطنك وبحوائجك وبما ينوبك، ولا بقاء للمال على قلة الرّعى وكثرة الحلب، فكس (?) فى أمرك، وتقدّم فى حفظ مالك، فإن من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين، والأكرمان: الدّين، والعرض، وقد قيل: «للرمى يراش السهم (?)» و «عند النّطاح تغلب القرناء (?)».
وإذا رأت العرب مستأكلا وافق غمرا (?) قالت: «ليس عليك نسجه فاسحب وخرّق (?)» وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس كلّهم سواء كأسنان المشط» والمرء كثير بأخيه، ولا خير لك فى صحبة من لا يرى لك مثل ما يرى لنفسه، فتعرّف شأن أصحابك ومعنىّ (?) جلسائك، فإن كانوا فى هذه الصفة فاستعمل الحزم، وإن كانوا فى خلاف ذلك عملت على حسب ذلك.
إنى لست آمرك إلا بما أمرك به القرآن، ولست أوصيك إلا بما أوصاك به الرسول، ولا أعظك إلا بما وعظ به الصالحون بعضهم بعضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» وقال مطرّف بن الشّخّير: «من نام تحت صدف (?) مائل وهو ينوى التوكل، فليرم بنفسه من طمار (?) وهو ينوى التوكّل» فأين