وقال آخر:
كمرضعة أولاد أخرى وضيّعت ... بنيها ولم ترقع بذلك مرقعا
وقال الله تبارك وتعالى: «ولا تبذّر تبذيرا. إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين» وقال: «وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (?)» فأذن فى العفو ولم يأذن فى الجهد، وأذن فى الفضول ولم يأذن فى الأصول (?)، وأراد كعب بن مالك أن يتصدق بماله، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك مالك» فالنبى صلى الله عليه وسلم يمنعه من إخراج ماله فى الصدقة. وأنتم تأمرونه بإخراجه فى السّرف والتبذير! . وخرج غيلان بن سلمة من جميع ماله، فأكرهه عمر على الرجوع فيه، وقال: «لو متّ لرجمت قبرك كما يرجم قبر أبى رغال (?)» وقال الله جل وعز:
«لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ» وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «يكفيك ما بلّغك المحلّ (?)» وقال: «ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى» وقال الله تبارك وتعالى «وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً» وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن المنبتّ لا أرضا