البدن، وأدخل إلى سويداء القلب وإلى أمّ الدّماغ، وإلى صميم الكبد، ولهى أدقّ مسلكا، وأبعد غاية من العرق (?) السّارى، والشّبه النازع (?)، ولو اتّخذت الحيطان الرفيعة الثخينة، والأقفال المحكمة الوثيقة، ولو اتّخذت الممارق (?) والجواسق (?) والأبواب الشّداد، والحرس المتناوبين بأغلظ المؤن، وأشدّ الكلف، وتركت التقدم فيما هو أحضر ضررا (?)، وأدوم شرا، ولا غرم عليك فى الحراسة فيه، ولا مشقة عليك فى التحفظ منه (?)، إنك إن فتحت لهم على نفسك مثل سمّ الخياط جعلوا فيه طريقا نهجا، ولقى (?) رحبا، فأحكم بابك، ثم أدم (?) إصفاقه، بل أدم إغلاقه، فهو أولى بك، وإن قدرت على مصمت (?) لا حيلة فيه فذلك أشبه بحزمك، ولو جعلت الباب مبهما، والقفل مصمتا، لتسوّروا عليك من فوقك، ولو رفعت سمكه إلى العيّوق (?) لنقبوا عليك من تحتك، قال أبو الدّرداء:

«نعم صومعة المؤمن بيته» وقال ابن سيرين: «العزلة عبادة».

وحلاوة حديثهم (?) تدعو إلى الاستكثار منهم، وتدعو إلى إحضار (?) غرائب شهواتهم، فمن ذلك قول بعضهم لبعض أصحابه: «كل رخلة (?) واشرب مشعلا (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015