يقال ذلك إذا أريد بالقول غاية المدح- ولقد وهب (?) لرجل ألف بعير فلما رآها تزدحم فى الهوادى (?)، قال: أشهد أنك نبىّ، وما هذا مما تجود به الأنفس، وفخرت هاشم على سائر قريش فقالوا: نحن أطعم للطّعام، وأضرب للهام، وذكرها بعض العلماء فقالوا: أجواد أمجاد، ذوو ألسنة حداد. وأجمعت الأمم كلّها بخيلها وسخيّها وممزوجها (?)، على ذم البخل وحمد الجود، كما أجمعوا على ذمّ الكذب وحمد الصدق، وقالوا: أفضل الجود الجود بالمجهود (?)، وحتى قالوا فى جهد المقلّ (?) وفيمن أخرج الجهد وأعطى الكلّ (?)، وحتى جعلوا لمن جاد بنفسه فضيلة على من جاد بماله، فقال الفرزدق:

على ساعة لو كان فى القوم حاتم ... على جوده، ضنّت به نفس حاتم (?)

ولم يكن الفرزدق ليضرب المثل فى هذا الموضع بكعب بن مامة، وقد جاد بحوبائه عند المصافنة (?)، فما رأينا عربيّا سفّه حلم حاتم لجوده بجميع ماله، ولا رأينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015