وكتب ملك الروم إلى المعتصم كتابا يتهدده فيه ويتوعده، فأمر بجوابه، فلما قرئت الأجوبة عليه لم يرضها، وقال لبعض الكتاب اكتب، وأملى عليه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدّار».
(زهر الآداب 3: 92، وصبح الأعشى 1: 192، ونهاية الأرب 7: 261، وأدب الكتاب ص 235)
وشخص المعتصم غازيا إلى بلاد الروم سنة 223 هـ، بعد قتل بابك، ففتح عمّوريّة (?)، وكتب إليه إبراهيم بن المهدى يهنئه، بخروجه عن أرض الروم، بعد فتح عمورية:
«الحمد لله الذى تمّم لأمير المؤمنين غزوته، فأذلّ بها رقاب المشركين، وشفى بها صدور قوم مؤمنين، ثم سهّل الله له الأوبة سالما غانما، (وكذا وكذا) وليهنئه ما كتبه الله له مما أحصاه فلا ينساه، ليقفه به موقفا يرضاه، فإنه عز وجل يقول:
«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ،