وكتب المريسىّ (?) إلى أبى يحيى منصور بن محمد، اكتب: القرآن خالق أو مخلوق؟ فكتب إليه:
«عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السّنّة، وممن لا يرغب بنفسه عن الجماعة، فإنه إن يفعل فأعظم بها منّة، وإن لا يفعل فهى الهلكة، ونحن نقول:
إن الكلام فى القرآن بدعة، يتكلف المجيب ما ليس عليه، ويتعاطى السائل ما ليس له، وما نعلم خالقا إلا الله، وما سوى الله فمخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك إلى أسمائه التى سمّاه الله بها، فتكون من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك، فتكون من الضالّين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربّهم بالغيب، وهم من السّاعة مشفقون». (العقد الفريد 1: 267)
وحجّ محمد بن عبد الملك الزيات (?) فى آخر أيام المأمون، فلما قدم كتب إليه راشد الكاتب:
«لا تنس عهدى ولا مودّتيه ... واشتق إلى طلعتى ورؤيتيه
فإن تجاوزت ما أقول ... إلى العصب فذاك المأمول منك ليه (?)»
(الأغانى 20: 51)