كتاب، ولن (تلزم (?)) من نفسك فى البرّ قليلا إلّا ألزمت نفسى منه كثيرا، وإن كنت لا أستكثر شيئا منك، أدام الله مودّتك، وثبّت إخاءك، واستماح (?) لى منك، فرأيك فى متابعة الكتب ومحادثتى فيها بخبرك، موفّقا إن شاء الله».

(اختيار المنظوم والمنثور 12: 262)

321 - كتابه إلى أبى الرازى

وخرج المأمون يوما من باب البستان ببغداد، فصاح به رجل بصرىّ:

يا أمير المؤمنين، إنى تزوجت بامرأة من آل زياد، وإن أبا الرازى (?) فرّق بيننا، وقال: هى امرأة من قريش، فأمر المأمون عمرو بن مسعدة فكتب إلى أبى الرازى:

«إنه قد بلغ أمير المؤمنين ما كان من الزّياديّة وخلعك إياها إذ كانت من قريش، فمتى تحاكمت إليك العرب- لا أمّ لك (?) - فى أنسابها؟ ومتى وكّلتك قريش يابن الّلخناء (?) بأن تلصق بها من ليس منها؟ فخلّ بين الرجل وامرأته، فلئن كان زياد من قريش إنه لابن سميّة، بغىّ عاهرة، لا يفتخر بقرابتها، ولا يتطاول بولادتها، ولئن كان ابن عبيد لقد باء بأمر عظيم، إذ ادّعى إلى غير أبيه لحظّ تعجّله، وملك قهره».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015