أمرت باليأس من أهل البخل فسألتهم، ونهيت عن منع أهل الرغبة فمنعتهم، وفى ذلك أقول:
فررت من الفقر الذى هو مدركى ... إلى بخل محظور النّوال منوع
فأعقبنى الحرمان غبّ مطامعى ... كذلك من يلقاه غير قنوع
وغير بديع منع ذى البخل ما له ... كما بذل أهل الفضل غير بديع (?)
إذا أنت كشّفت الرجال وجدتهم ... لأعراضهم من حافظ ومذيع
(العقد الفريد 2: 196)
وكتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون فى رجل من بنى ضبّة يستشفع له بالزيادة فى منزلته، وجعل كتابه تعريضا:
«أما بعد، فقد استشفع بى فلان يا أمير المؤمنين- لتطوّلك (?) علىّ- فى إلحاقه بنظرائه من الخاصة فيما يرتزقون به، وأعلمته أن أمير المؤمنين لم يجعلنى فى مراتب المستشفعين، وفى ابتدائه بذلك تعدّى طاعته، والسلام».
فكتب إليه المأمون:
«قد عرفنا توطئتك له، وتعريضك لنفسك، وأجبناك إليهما، ووافقناك عليهما».
(المثل السائر ص 391)