وهو جواد قريش، وهو طلحة الفيّاض، وكان فى ثوب عمر رقاع أدم، وقال (?):

«من لم يستحى من الحلال خفّت مؤنته وقلّ كبره. وقالت الحكماء: لا جديد لمن لا يلبس الخلق» وبعث زياد رجلا يرتاد له (?) محدّثا، واشترط على الرائد أن يكون عاقلا مسدّدا، فأتاه به موافقا، فقال: أكنت ذا معرفة به؟ قال: لا ولا رأيته قبل ساعته، قال: أفناقلته (?) الكلام، وفاتحته الأمور قبل أن توصله إلىّ؟ قال: لا، قال: فلم اخترته على جميع من رأيته؟ قال: يومنا يوم قائظ (?)، ولم أزل أتعرّف عقول الناس بطعامهم ولباسهم فى مثل هذا اليوم، ورأيت ثياب الناس جددا، وثيابه لبسا (?)، فظننت به الحزم (?). وقد علمنا أن الجديد فى موضعه دون الخلق (?)، وقد جعل الله عز وجل لكل شىء قدرا، وبوّأ له موضعا، كما جعل لكل دهر رجالا، ولكل مقام مقالا، وقد أحيا الله بالسّم، وأمات بالغذاء، وأغصّ بالماء، وقتل بالدواء، فترقيع الثوب يجمع مع الإصلاح التواضع، وخلاف ذلك يجمع مع الإسراف التكبّر، وقد زعموا أن الإصلاح أحد الكسبين، كما زعموا أن قلّة العيال أحد اليسارين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015