على مبلغ الكفاية، وأشدّ من الكفاية، فلما صرت إلى تفريق أجزائه على الأعضاء، وإلى التوفير عليها من وظيفة (?) الماء، وجدت فى الأعضاء فضلا على الماء، فعلمت أن لو كنت سلكت الاقتصاد فى أوائله، ورغبت عن التهاون به فى ابتدائه، لخرج آخره على كفاية أوّله، ولكان نصيب العضو الأوّل كنصيب الآخر، فعبتمونى بذلك، وشنّعتموه بجهدكم وقبّحتموه، وقد قال الحسن (?) عند ذكر السّرف «أما إنّه ليكون فى الماعونين (?): الماء والكلأ» فلم يرض بذكر الماء حتى أردفه بالكلأ.
وعبتمونى حين ختمت على سدّ (?) عظيم، وفيه شىء ثمين من فاكهة نفيسة، ومن رطبة (?) غريبة، على عبد نهم، وصبىّ جشع، وأمة لكعاء، وزوجة خرفاء (?)، وليس من أصل الأدب ولا فى ترتيب الحكم، ولا فى عادات (?) القادة، ولا فى تدبير السّادة، أن يستوى فى نفيس المأكول، وغريب المشروب، وثمين الملبوس، وخطير (?) المركوب، والناعم من كل فن، واللّباب (?) من كل شكل، التابع والمتبوع، والسيّد والمسود، كما لا تستوى مواضعهم فى المجالس، ومواقع أسمائهم فى العنوانات وما يستقبلون به من التحيّات، وكيف وهم لا يفقدون من ذلك ما يفقد القادر، ولا يكترثون له اكتراث العارف؟ ومن شاء أطعم كلبه الدجاج المسمّن، وعلف