المقيم، والجزاء الكريم، بعد استقامة الدين ودخول الناس فيه أفواجا (?)، خلفه- إذ ختم به الأنبياء- بالبررة النجباء من أدانيه ولحمته (?)، لإقامة الشرائع المفترضة، وإنفاذ حكم الله المنزّل، واقتفاء السّنّة المأثورة، وحفظا له فى قرابته، ومجيبى دعوته وإتماما لما أوجب له من الفضيلة، وقريب الوسيلة، وإنجازا لما وعده من إظهار ما بعثه به، من دينه الذى اصطفاه وارتضاه.

وكان اختيار أولى الفضل من لحمته وعصبته لإرث خلافته، من عظيم الزّلف (?) التى رغب إلى الله فيها أنبياؤه، فيما اقتصّ فى منزل وحيه (?)، واختصّ تبارك وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم بما أمره به من مسألة أمّته تصيير مودّته فى القربى، جزاءه ممّن تبعه على الرسالة، وهداه من الضلالة، فكانت فضيلتهم عزيمة من الله عز وجل، دون طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألزمه تأديته إلى خلقه. وألزمهم أداءه، فقال عز وجل: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» ودلّ بما أخبر به وأظهره من تطهيره إياهم، وإذهابه الرّجس (?) عنهم على اصطفائه لهم، فقال تعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» وكان مما أوجب لهم به حقّ الوراثة فى محكم تنزيله قوله تعالى «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ» * ثم قرن طاعتهم بطاعته فقال:

«أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» وأحبّهم من النّباهة والصّيت، بالمحلّ الذى أعلى به أمرهم، ورفع به ذكرهم، لما أحبّ من التبيين فى الدلالة عليهم، والهداية إليهم، فإنه يقول عزّ وجل: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015